شرح الكلمات
{قل للذين آمنوا يغفروا}: أي قل يا رسولنا للمؤمنين من عبادنا يغفروا أي يتجاوزوا ولا يؤاخذوا .
{الذين لا يرجون أيام الله}: أي لا يتوقعون أيام الله أي بالإِدالة منهم للمؤمنين فيذلهم الله وينصر المؤمنين عليهم وهم الرسول وأصحابه وهذا قبل الأمر بجهادهم .
{ليجزي قوماً بما كانوا يكسبون}: أي ليجزي تعالى يوم القيامة قوماً منهم وهم الذين علم تعالى أنهم لا يؤمنون بما كسبوه من أذى الرسول والمؤمنين .
المعنى
وقوله تعالى:{قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله ليجزي قوما بما كانوا يكسبون} يأمر تعالى رسوله أن يقول لصحابته أيام الخوف في مكة قبل الهجرة اصفحوا وتجاوزوا عمن يؤذيكم من كفار قريش ،ولا تردوا الأذى بأذى مثله ،بل اغفروا لهم ذلك وتجاوزوا عنه .وقد نسخ هذا بالأمر بالجهاد .
وقوله تعالى:{ليجزي قوماً بما كانوا يكسبون} تعليل للأمر بالصفح والتجاوز أي ليؤخر لهم ذلك إلى يوم القيامة ويجزيهم به أسوأ الجزاء ؛لأنه كسب من شر المكاسب ،إنه أذية النبي والمؤمنين أولياء الله ،وفى تنكير قوما ما يدل على أن بعضهم سيؤمن ولا يعذب يوم القيامة فلا يعذب إلا من مات على الكفر والشرك منهم .
الهداية:
- مشروعية التسامح مع الكفار والتجاوز عن أذاهم في حال ضعف المسلمين .
- تقرير قاعدة أن المرء لا يؤخذ بجريرة غيره .
- تقرير أن الكسب يؤثر في النفس ويكون صفة لها وبه يتم الجزاء في الدار الآخرة من خير وغيره ،قال تعالى{سيجزيهم وصفهم إنه حكيم عليم} ( الأنعام ) .