قوله:{والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم كفر عنهم سيآتهم} وذلك في مقابلة الكافرين الذين أضل الله أعمالهم وجعلها هباء منثورا .فههنا المؤمنون الذين يعملون الصالحات من الأعمال على اختلافها وكثرتها ،وهم مصدقون موقنون بما أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو القرآن .وقد خص هذا بالذكر مع اندراجه تحت مطلق الإيمان المذكور تنبيها على شرفه وعظيم منزلته وفضله{وهو الحق من ربهم} أي القرآن ،فإنه حق منزل من عند الله هداية للناس ،ودليلا يستضيئون به في حياتهم .
قوله:{كفر عنهم سيئاتهم} أي محا الله عنهم ما كانوا يفعلونه من السيئات{وأصلح بالهم} أي أصلح الله شأنهم وحالهم في الدنيا والآخرة .والبال ،معناه القلب .يقال: ما يخطر فلان ببالي .والبال ،رخاء النفس .يقال: فلان رخي البال .والبال ،الحال .يقال: ما بالك ؟{[4223]} .