{وَالَّذِينَ آمَنُوا} بالله ورسله ورسالاته واليوم الآخر ،{وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ} التي تمثل التجسيد العملي للتشريع الرسالي في خط الصلاح المرتكز على الإيمان ،{وَآمَنُواْ بِمَا نُزّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ} من القرآن ،{وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبّهِمْ} الذي لا ريب فيه ،{كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيّئَاتِهِمْ} التي عاشوها في تاريخهم المليء بالانحرافات الفكرية والعملية ،{وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ} فلم يعد في بال المؤمن المنفتح على الله أيُّ مكان للقلق ،وللحَيْرة ،وللتعفّن الروحي والأخلاقي ،وللفساد في النوايا والدوافع التي تتحوّلغالباًإلى واقع ،بل هناك المعنى الروحي الذي يوحي بالرشاد والطمأنينة والثقة والطهارة الروحية ،والصلاح الفكري والأخلاقي الداخلي الذي يفكر بخطة الصلاح العملي .
وتلك هي القضية التي ركز القرآن على كونها غاية الرسالات على امتداد تاريخ الإنسان ،وهي أن يصبح البال مسكوناً بالإنسانية المؤمنة الصالحة المنفتحة على الله ،وبالطمأنينة الروحية ،والاستقرار الفكري ،بحيث تكون كل مفردات الرسالة في خدمة هذا الهدف الذي تمثّله كلمة «النفس المطمئنة الراضية المرضيّة » .