ولكن ،ما هو سرّ إضلال الأعمال هنا ،وإصلاح البال هنا ؟
{ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ اتَّبَعُواْ الْبَاطِلَ} الذي يبتعد بالحياة عن الصراط المستقيم وبالإنسان عن الإيمان بالله ،وعن الحق والخير والعدل في بناء الوجود ،ما يجعل الباطل ضد الله والحياة والإنسان ،ويؤدي بالإنسان إلى السقوط والضياع في متاهات الأوهام{وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّبَعُواْ الْحَقَّ مِن رَّبّهِمْ} بحيث حافظوا على التوازن بين الحق الذي يقوم عليه الكون ،والحق الذي يتحرك فيه الإنسان مع الله .وإذا كان الكون والإنسان مع الله ،فهناك الانسجام الروحي والفكري بين الخط ومصلحة الواقع .
{كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ} ليعرفوا الخط الذي يسيرون عليه ،من خلال النماذج الإنسانية التي تمثل حركة الخط في دائرة الصراع بين الحق والباطل ،وليحددوا لأنفسهم الفواصل التي تفصل بينهم وبين الباطل على مستوى المصير المرتبط بواقع الإنسان الفكري والعملي .