قوله:{ولو قاتلكم الذين كفروا لولّوا الأدبار} يخبر الله عباده المؤمنين من أهل بيعة الرضوان: أنه لو قاتلكم الكافرون لولوا على أدبارهم هاربين منهزمين{ثم لا يجدون وليا ولا نصيرا} لا يجد هؤلاء الهاربون المنهزمون الذين ولوكم أدبارهم وأعجازهم{[4264]} وليا يواليهم ضدكم ولا نصيرا يؤيدهم أو يعينهم عليكم ،فإن الله معكم ولن يخذلكم .
ويستفاد من الآية أن الغلبة دائما للمسلمين الصادقين المتقين .وذلكم قضاء إلهي حكم الله فيه أن تكون الدائرة على الكافرين المعتدين ،الذين يعتدون على المسلمين الصالحين .فكلما تربص المجرمون بالمسلمين ظلما واضطغانا أو عزموا على النيل منهم وإيذائهم بالباطل والعدوان ،رد الله كيدهم في نحورهم وهيأ لهم من أسباب البطش والانتقام ما يدمر عليهم أو يدفع مكائدهم واعتداءاتهم ،إلا أن يكون المسلمون لاهين غافلين موغلين في النسيان واللهو وزينة الحياة الدنيا .أو مزقهم الانشقاق والخلافات ما بينهم فكانوا مفرقين أشتاتا .أولئك لا يجد الكافرون المعتدون ما يحول دون الانقضاض عليهم لتدميرهم والقضاء عليهم .