قوله:{فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يوارى سوءة أخيه} جاء في تأويل ذلك أقوال كثيرة نقتضب منها ما رواه السدي بإسناده إلى الصحابة أنه لما مات هابيل تركه بالعراء ولم يعلم كيف يدفن ،فبعث الله غرابين أخوين فاقتتلا فقتل أحدهما صاحبه فحفر له ثم جثى عليه فلما رآه قال:{يويلتي أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوءة أخي} والسورة بمعنى العورة ومالا يجوز أن ينكشف من جسده .وقوله:{فأوارى} منصوب بأن المضمرة بعد فاء السببية .
قوله:{فأصبح من النادمين} لم يندم ندم توبة ،ولكنه ندم لسخط أبيه ولما أصابه من خرج وعجز أمام الغرابين اللذين تتلمذ عليهما في كيفية مواراة أخيه الميت{[936]} .