قوله:{فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين} في قوله:{فطوعت} من الشمول ما يتسع لجملة معان متقاربة وهي: سهلت وسولت وشجعت وحسنت وصورت له أن قتل أخيه ممكن وسهل .وهذه ظاهرة من ظواهر الإعجاز في القرآن الحكيم .
لقد ساقه تصوره المشؤوم هذا أن يقتل أخاه فقتله فكانت بذلك خسارته فظيعة وكبرى إذ خسر الدنيا والآخرة .ففي الآخرة عذاب النار وبئس القرار وفي الدنيا قد باء قابيل بفاحش الذكر والإثم المتعاضم على مر الزمن إلى قيام الساعة .وفي هذا أخرج مسلم وغيره عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا تقتل نفس ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها ،لأنه كان أول من سن القتل ".