قوله:{مَّا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ البَلاَغُ} البلاغ اسم أقيم مقام المصدر وهو الإبلاغ أو التبليغ ،ومعناه الإيصال .وفي الآية تخويف للناس من اللّه ،لئن لم يئمنوا ويستجيبوا لله ولرسوله فلسوف يجازيهم بذنوبهم التي يستحقونها .والرسول الكريم ليس غير مبلغ لكم ،وجيبته إيصال الدعوة إليكم وتبيينه ما نُزّل إليكم وهو نذير لكم بين يدي عذاب شديد .
قوله:{وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ} هذا تخويف بالغ ينفذ إلى أطواء النفس ليهزها من الأعماق هزّاً ،وليثير فيها على الديمومة فيضاً من المشاعر المستجاشة الحرور لتظل يقظة مذعورة ،كلما طرقتها قوارع هذه الكلمات الربانية النفاذة ،بأن الله عالم بالظاهر المنظور ،مطلع على الباطن المستور .فهو سبحانه لا يعزب عنه شيء ،بل يستوي عنده المعلن والخفي المكتوم({[1082]} ) .