قوله:{فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا} لولا ،أداة تحضيض بمعنى هلا .وهذا إخبار عنهم أنهم لم يتضرعوا حين نزول العذاب بهم .وتأويل الكلام: هلا إذ جاء العذاب هذه الأمم المكذبة المدبرة عن دعوة الحق ،تضرعوا فاستكانوا لربهم وتوجهوا إليه وحده دون غيره غيره من الأرباب والأنداد فيصرف الله عنهم العذاب .لكنهم أقاموا على التكذيب والإعراض معاندين فأصروا على ذلك واستكبروا مستهينين مستخفين عقاب ،ولذلك قال:{ولكن قست قلوبهم} أي صلبت وغلظت فأصرت على الكفران والمعصية .
قوله:{وزين لهم الشيطن ما كانوا يعملون} التزيين من الشيطان معناه إيجاد الشيء حسنا مزينا في نفس الأمر .أو جعله محبوبا مشتهى لنفس الإنسان وطبعه .وقيل: أغواهم الشيطان بالمعاصي وحملهم على فعلها وسبيل ذلك الوسوسة والإيحاء .