/م40
{ فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا} جعل ابن جرير لولا هنا للتحضيض بمعنى هلا ، وجعلها الجمهور نافية ، أي فهلا تضرعوا خاشعين لنا تائبين إلينا ، عند ما جاءهم البئيس من عذابنا ، فرأوا بوادره ، وحذروا أواخره ، لنكشفه عنهم ، قبل أن يحيط بهم ؟ أو فما خشعوا ولا تضرعوا إذا جاءهم بأسنا .{ ولكن قست قلوبهم} فكانت أقسى من الحجر ، إذ لم تؤثر فيها النذر ،{ وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون ( 43 )} من الكفر والمعاصي ، بما يوسوس إليهم من تحسين الثبات على ما كان عليه آباؤهم وأجدادهم ، وتقبيح الطاعة والانقياد إلى رجل منهم لا مزية له عليهم ، وقد فصلنا القول من قبل في تزيين أعمال الناس إليهم وما ينسب منها إلى الشيطان لقبحه ، وما ينسب إلى الله تعالى لأنه تعبير عن خلقه وتقديره وسننه في عباده ، وما يحسن إسناده إلى المجهول ، فيراجع في تفسير{ زين للناس حب الشهوات} [ آل عمران:14] من جزء التفسير الثالث .