قوله تعالى:{ياأيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى ابن مريم للحوارييّن من أنصارى إلى الله قال الحواريّون نحن أنصار الله فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة فأيّدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين} .
يأمر الله عباده المؤمنين أن يكونوا أنصارا لله .أي ينصرون دينه بأقوالهم وأفعالهم وأموالهم وفي كل أحوالهم وبكل ما يستطيعون كما استجاب الحواريون لعيسى ابن مريم ،إذ قال لهم:{من أنصارى إلى الله} أي من ينصرني ويعينني على طاعة الله والدعوة إلى دينه{قال الحواريّون نحن أنصار الله} الحواريون جمع ،ومفرده الحواري وهو الناصر ،أو ناصر الأنبياء ،والحميم ،والقصار{[4530]} .
والمراد بالحواريين في الآية ،أتباع عيسى ( عليه السلام ) وهم أعوانه ومؤيدوه وكانوا اثني عشر رجلا .فاستجابوا لدعائه مؤيدين{نحن أنصار الله} يعني نحن الذين ينصرون الله فيؤيدون دينه وينشرون دعوته ،دعوة الحق والتوحيد .
قوله:{فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة} ذهب الحواريون في البلاد يدعون بني إسرائيل إلى عبادة الله وحده والإيمان بما جاءهم به نبيهم عيسى ( عليه السلام ) فاهتدى بهديهم وآمن بدعوتهم طائفة من بني إسرائيل ،وكفر آخرون{فأيّدنا الذين آمنوا على عدوهم} كتب الله النصر والظفر للفئة المؤمنة بتأييد من لدنه ،والله ( عز وعلا ) مع المؤمنين الصابرين ،إذ يجعل النصر لعباده الذين يؤمنون به وينصرون دينه{فأصبحوا ظاهرين} صار المؤمنون الذين نصروا دين الله بأقوالهم وأفعالهم هم الغالبين المنصورين ،وذلك بتأييد الله لهم ونصره إياهم{[4531]} .