قوله تعالى:{الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزّل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما} يبين الله للناس بالغ قدرته وعظيم سلطانه وجبروته ،فهو الخالق المهيمن المقتدر الذي خلق سبع سماوات طباقا ،أي بعضها فوق بعض{ومن الأرض مثلهنّ} مثلهن ،منصوب بتقدير فعل .أي ومن الأرض خلق مثلهن{[4572]}يعني وخلق من الأرض سبعا .واختلفوا في هيئة هذه الطبقات السبع من الأرض .فقد قيل: سبع أرضين طباقا بعضها فوق بعض ،وبين الواحدة والتي تليها مسافة عظيمة .وقيل: خلق الله سبعا من الأرضيين مطبق بعضها على بعض من غير فتوق بينها أو مسافات .و الله أعلم بالحقيقة والصواب .
قوله:{يتنزّل الأمر بينهن} المراد بالأمر المنزّل بين السماء والأرض ،قضاء الله وقدره .أو تصرفه في شؤون خلقه أو تدبير أمرهم من إنزال المطر وإخراج النبات وخلق الليل والنهار والحيوان والإنسان وغير ذلك من وجوه التدبير والخلق .
قوله:{لتعلموا أن الله على كل شيء قدير} أي ليستبين لكم وتوقنوا أن الله قادر على فعل ما يشاء{وأن الله قد أحاط بكل شيء علما} أي ولتعلموا وتوقنوا بأن الله محيط علمه بكل شيء .