/م8
المفردات:
ومن الأرض مثلهن: خلق مثلهنّ في العدد من الأرض ،يعني سبع أرضين .
يتنزّل الأمر بينهنّ: يجري أمر الله وقضاؤه بينهن ،وينفذ حكمه فيهنّ .
التفسير:
12-{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} .
ما أعظم الخالق ،وما أبدع الصانع ،وما أقوى القدير ،وما أعظم علمه وإحاطته بكل شيء في هذا الكون .
ومعنى الآية:
الله تعالى هو الذي خلق سبع سماوات طباقا .
قال تعالى:{ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا*وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا} .( نوح: 15-16 ) .
وخلق سبحانه سبع أرضين ،يتنزل وحي الله وأمره ،وقضاؤه وقدره ،وحكمه ومشيئته ،بين السماوات السبعوالأرضين السبع .
فهو سبحانه حافظ الكون ومدبّره ،وممسك بزمامه ،وهو كامل القدرة والعلم ،فاعلموا ذلك وراقبوه في سائر أموركم ،وفي شئون الطلاق ،وما يتصل به من العدة والسكنى والنفقة والإمساك بالمعروف أو المفارقة بالمعروف .
ملاحظة:
ذُكر لفظ السماوات في القرآن جمعا ،ولفظ الأرض مفردا في سائر القرآن الكريم ،وهذه هي الآية الوحيدة التي تشعر أن ألأرض ربما تكون سبع أرضين .
ومن العلماء من ذهب إلى أن السماء سبع سماوات ،واستدل على ذلك بما ورد في القرآن الكريم وفي السنة المطهرة من أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد إلى السماء ليلة الإسراء والمعراج ،حيث رأى:
في السماء الأولى: آدم .
وفي السماء الثانية: يحيى وعيسى ،وهما ابنا الخالة .
وفي السماء الثالثة: يوسف ،وقد أُعطي شطر الحسن .
وفي السماء الرابعة: إدريس ،وقد رفعه الله مكانا عليا .
وفي السماء الخامسة: هارون .
وفي السماء السادسة: موسى .
وفي السماء السابعة: إبراهيم ،عليهم جميعا السلام .
وأما الأرض فهي أرض مفردة ،وأما قوله تعالى: ومن الأرض مثلهن ... أي في الإحكام والإبداع وحسن التقدير .
واللفظ صالح لأن يراد به سبع سماوات وسبع أرضين ،وهو الأرجح والأقوى ،وصالح لأن يراد به سبع سماوات ،ومن الأرض الواحدة مثلهن في الإبداع والتكامل وعناية الله بالخلق ورعايته .
قال تعالى:{إنّ الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده ...} ( فاطر: 41 )
وأنا أرى أنه لابد أن تكون هناك حكمة إلهية لا نعرفها نحن الآن ،وقد نعرفها في المستقبل ،من ذكر السماوات جمعا وسبع في القرآن ،وذكر لفظة الأرض مفردة في جميع القرآن ،ما عدا هذه الآية الأخيرة في سورة الطلاق .
{الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما} .
وقد ذهب الإمام ابن كثير إلى أن الأرض سبع ،حيث قال: ومن الأرض مثلهن .أي: سبعا أيضا ،كما ثبت في الصحيحين:"من ظلم قيد شبر من الأرض طوّقه من سبع أرضين يوم القيامة "xi
وفي صحيح البخاري:"خُسف به إلى سبع أرضين ".