{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الأرْضِ مِثْلَهُنَّ} فهناك أرضون سبع ،لم يتحدث عن عددها إلاَّ في هذه الآية ،بينما تحدّث في أكثر من آيةٍ عن السماوات السبع ،ولكن لم يُعرف ما هو المراد بالأرضين السبع ،فهل هناك سبع كراتٍ من نوع الأرض التي نحن عليها ،والتي نحن عليها إحداها ،أو الأرض التي نحن عليها سبع طبقات محيطة ببعضها البعض ،والطبقة العليا بسيطها الذي نحن عليه ،أو المراد الأقاليم السبعة التي قسّموا إليها المعمور من سطح الكرة ؟وجوه ،ذهب إلى كل منها جمع ،ولكن لا طريق لنا إلى معرفة ذلك ،لأن الله أجمل لنا ذلك ،ولم تفصله لنا السنة في ما صح منها ..
{يَتَنَزَّلُ الأمْرُ بَيْنَهُنَّ} أي بين السماوات والأرض ،في ما يدبر به الله أمر الكون والإنسان والحياة ،أو في ما ينزله من تشريعات تنظم للإنسان حياته ،{لِّتَعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} من خلال امتداد خلقه ،في أسرار الإبداع وفي مظاهر العظمة ،في ما تتمثل به سعة قدرته التي لا يحدّها شيء ،{وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً} من خلال إحاطته بشؤون خلقه التي لا يعلم أسرارها غيره ،ما يفرض على الناس أن يثقوا به ،ويستعينوا به ،وأن يراقبوا أنفسهم في أعمالهم ،من خلال إحاطته الشاملة بهم في كل شؤونهم الداخلية أو الخارجية .