قوله تعالى:{يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون 42 خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلّة وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون 43 فذرني ومن يكذب بهذا الحديث سنستدرجهم من حيث لا يعلمون 44 وأملي لهم إن كيدي متين 45 أم تسئلهم أجرا فهم من مغرم مثقلون 46 أم عندهم الغيب فهم يكتبون} .
يوم ،منصوب من وجهين .أحدهما: أن يكون العامل فيه: فليأتوا بشركائهم يوم يكشف عن ساق .وثانيهما: أن يكون العامل فيه فعلا مقدرا ،وتقديره: واذكر يوم{[4603]} ،والكشف عن الساق مثل يضرب في شدة الأمر وفظاعة الخطب وهول المنظر وأصل ذلك في الروع والهزيمة وتشمير النساء ذوات الخدور عن سوقهن في الهرب .والمعنى: يشتد أمر الرحمان يوم القيامة حيث الفزع الأكبر ،إذ تتفاقم الأهوال والزلازل والبلايا .أو يوم تشتد الحال أو الساعة ،كما تقول: كشفت الحرب عن ساقها على سبيل المجاز{ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون} تبقى أصلاب المنافقين والظالمين المكذبين طبقا واحدا يوم القيامة فلا يستطيعون السجود فإن قيل: لم يدعون إلى السجود وليس من تكليف يوم القيامة ؟فإنه يجاب عن ذلك ،بأنه يطلب منهم السجود على سبيل التوبيخ والتعنيف على تركهم السجود في الدنيا .وفي ذلك تهييج للندم الشديد ،والحسرة البالغة في نفوسهم على ما فرطوا في دنياهم .وفي ذلك من زيادة التنكيل بهم ما لا يخفى .