قوله:{وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون} تلقف أي تبلتع أو تلهم{[1494]} ،و{يأفكون}؛أي يكذبون ،من الإفك وهو الكذب والزور{[1495]} .{ما يأفكون} ،ما مصدرية ،وهي والفعل بعدها في موضع نصب على المفعولية لتلقف والتقدير: تلقف إفكهم .أو موصولية ،والتقدير تلقف ما أو الذي يأفكون .فلقد أمر الله نبيه وكليمه موسى عليه السلام أن يلقي عصاه لتصير حية عظيمة مخوفة{تلقف} تبتلع كل ما اصطنعه السحرة من كذب وزور وخداع .وذلك بعد ما جاء به السحرة من تمويه وتخييل ودجل مكذوب حسبه الناس وحقيقة ،وهم في الحقيقة مسحورون واهمون .وقيل: كنت الحبال والعصي مشحوة بالزئبق فتحركت من أجل ذلك فضلا عن كثرتها ؛إذ بلغت سبعين ألفا بعدد السحرة الذين جمعهم الحاشرون .