قوله:{وما تنقم منا إلا أن آمنا بآيات من ربنا لما جاءتنا} تنقم ؛أي تنكر وتعيب{[1499]} ؛أي ما تعيب ولا تنكر علينا يا فرعون إلا لإيماننا بموسى وتصديقا بآيات ربنا وهي ما أنزله من الحجج والبراهين والأدلة على صدق هذا الدين جاء به موسى .فليس إيماننا مثارا للعيب والإنكار ولكنه مبعث للشرف والكرامة والثناء .
قوله:{ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين} أفرغ من الإفراغ ،وهو الإنزال والصب{[1500]} .فبعد أن أدرك السحرة المؤمنين عزم فرعون على قتلهم والتنكيل بهم وأنه لا انفلات من إجرامه الواقع لجأوا إلى الله بالابتهال والضراعة أن ينزل عليهم صبرا ؛ليقووا به على الثبات والاستمساك في وجه الفتنة المحدقة ؛فلا يزيغوا أو يضطربوا عند اقتحام المحنة الشديدة ،أن يكتب لهم خير الجزاء والإحسان ،وأن يقبضهم إليه مسلمين مؤمنين غير مفتونين{[1501]} .