قوله:{والذين كذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة حبطت أعمالهم} حبط ،من الحبط ؛وهو وجع ببطن البعير من كلأ يكثر من أكله فينتفخ منه .واحبنطي ،أي انتفخ بطنه .وحبط عمله حبطا وحبوطا ؛أي بطل{[1521]} ومثل هذا المعنى من انتفاخ الدابة لإكثارها من أكل الكلأ ينسحب على عمل العاملين غير المقترن بالإيمان الصحيح ،وبالتصديق الكامل بآيات الله ورسله وما أنزل من الحق ؛فهو أشبه بالجسد المنتفخ تورما وإيجاعا لما برح فيه الألم تبريحا أفقده كل فائدة أو جدوى ،وبذلك فما من عمل قل أو كثر ،ولو ملأ ما بين الخافقين –ليس له في ميزان الله قيمة أو اعتبار إذا لم يقترن بالإيمان بالله وكتبه ورسله واليوم الآخر إيمانا حقيقيا كاملا ،وعلى أن يبتغي العاملون بذلك رضوان الله .وإذا كان الأمر خلاف ذلك ؛كان العمل مآله الحبوط ؛أي البطلان وعدم التقبل من الله والعياذ بالله .وليس العمل الكبير الذي يتجرد عن الإيمان الصحيح غير ضرب من الفعل المركوم والمنتفش الذي لا يجدي ولا يغني .
قوله:{هل يجزون إلا ما كانوا يعملون} استفهام تقريري يتضمن التأكيد على أن هؤلاء الذين كذبوا بآيات الله ولقاء الآخرة لا يجزون إلا جزاء ما عملوه من التكذيب والجحود والعصيان{[1522]} .