قوله:{لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش} المهاد جمع مهد ومعناه الفراش{[1399]} وغواش بمعنى الغظية أو اللحف .ومفردها غاشية ،وهو الغطاء ،وكنا الغشاء والغشاوة تعني الغطاء{[1400]} .وذلك وعيد من الله لهؤلاء المشركين المستكبرين المفترين بان لهم مهادا من جهنم وهو فراشهم فيها وامتهدوه مما يقعدون عليه أو يضطجعون كالفراش الذي يفرش والبساط الذي يبسط .وكذلك تغشاهم من فوقهم غواش من الناس يلتحفون بها التحافا .حقا تلك حال الكافرين الخاطئين الذين افتروا على الله وصدوا الناس عن دينه ؛فهم في جهنم غنما يفترشون نارها اللاهبة المضطرمة ،وتغطيهم من فوقهم ألسنتها بشواظها الحارق المتأجج .
قوله:{وكذلك نجزي الظالمين} أي مثل ذلك الجزاء الأليم نجازي هؤلاء الظالمين ،فقد وصفهم الله آنفا بالمجرمين ،والآن بالظالمين ؛لأنهم جمعوا صفات الصنفين من الكافرين الخاطئين حيث الإجرام والظلم ،فهؤلاء الذين استكبروا عن دين الله الحق وحادوا الله ورسوله وصدوا الناس عن منهج الله بمختلف الأساليب والبرامج والمخططات ؛لا جرم أنهم مجرمون ظالمون .يستوي في ذلك الكافرين المعاندون في الزمن الغابر وما بعده من أزمنة وعصور ،أو في هذا الزمان الراهن الذي يشتد فيه الكيد والحقد على الإسلام والمسلمين ،كيد الصليبيين والملحدين والاستعماريين والوثنيين والصهيونيين .إن هؤلاء جميعا يتلاقون على اتفاق مشترك واحد وهو التآمر على الإسلام والمسلمين بكل الأساليب والحيل والمخططات .ذلك التآمر الشيطاني الخبيث المزلزل الذي كاد من خلاله هؤلاء المجرمون الطغاة للإسلام والمسلمين أشد الكيد{[1401]} .