{ لَهُم مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاش} جهنم اسم لدار العذاب والشقاء قيل أعجمي وقيل مأخوذ من قولهم:ركية{[1168]} جهنام ( بتثليث الجيم وتشديد النون ) أي بعيدة القعر ، فهو بمعنى الهاوية ، ومن قال إنها عربية جعل منع صرفها للعَلَمية والتأنيث .والمهاد الفراش والغواشي جمع غاشية وهي ما يغشى الشيء أو يغطيه ويستره ويناسب المهاد منها اللحاف ، وبه قال ابن عباس هنا .فالغشاء الغطاء ومنه استغشوا ثيابهم ، والفرس الأغشى ما تستر غرته جبهته .والمراد أن جهنم مطبقة عليهم ومحيطة بهم كما قال:{ إنها عليهم مؤصدة} ( الهمزة 8 ) وكما قال:{ وإن جهنم لمحيطة بالكافرين} ( التوبة 49 ) .
{ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِين} أي ومثل هذا الجزاء نجزي جنس الظالمين لأنفسهم وللناس بشرطه الذي ذكر في المجرمين آنفا .وأفادت الآيتان أن المجرمين والظالمين الراسخين في صفتي الإجرام والظلم هم الكافرين ، وأن المؤمنين لا يكونون كذلك ، كما قال:{ والكافرين هم الظالمون} ( البقرة 254 ) وهذا تحقيق القرآن والناس في غفلة عنه ولذلك خالفوه في عرفه .