قوله:{أو زد عليه} يعني أو زد عليه قليلا إلى الثلثين .فيكون المعنى: قم ثلثي الليل أو نصفه أو ثلثه .وبذلك يكون النبي صلى الله عليه وسلم مخيرا في ذلك بين أمرين: بين أن يقوم أقلمن نصف الليل ،وبين أن يختار أحد الأمرين ،وهما النقصان من النصف والزيادة عليه .
قوله:{ورتّل القرآن ترتيلا} الترتيل في القراءة معناه ،الترسّل فيها والتبيين يغير بغي{[4668]} والمعنى: اقرأ القرآن على ترسل وتمهل أو تؤدة .يتبيين حروفه وإشباع حركاته مع تدبر معانيه والابتهاج بجمال نظمه وجمال إعجازه .فلا يقرأه هذّا والهذّ معناه الهدرمة وهي السرعة في القراءة والكلام{[4669]} .
فما ينبغي لقارئ أن يقرأه على عجل ،غير متدبر ولا متذكر ولا مبتهج بل يقرأه متّئدا متمهلا وأن يحسّن الصوت في قراءته .وقد جاء في الحديث"زينوا القرآن بأصواتكم- وليس منا من لم يتغنّ بالقرآن- ولقد آوتي هذا مزمارا من مزامير آل دواد "يعني أبا موسى الأشعري .فقال: لو كنت أعلم أنك تسمع قراءتي لحبرته لك تحبيرا ".