قوله:{يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا} يوم ،منصوب على البدل من يوم الفصل{[4735]} وسمي اليوم بالفصل ،لأن الله يفصل فيه بين العباد .والصور هو القرن الذي ينفخ فيه ليوم القيامة{فتأتون أفواجا} أي تأتون من القبور إلى الموقف أو العرض أمما ،كل أمة مع إمامهم .وقيل: جماعات جماعات .وحسب المرء في هذا الصدد من ذكر الساعة وأهوالها وفظائعها عبرة وعظة ،ما روي عن معاذ بن جبل قال: قلت: يا رسول الله ،أرأيت قول الله تعالى:{يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا} فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"يا معاذ لقد سألت عن أمر عظيم "ثم أرسل عينيه باكيا ،ثم قال:"يحشر عشرة أصناف من أمتي أشتاتا قد ميزهم الله تعالى من جماعات المسلمين وبدّل صورهم ،فمنهم على صورة القردة ،وبعضهم على صورة الخنازير ،وبعضهم منكّسون: أرجلهم أعلاهم ،ووجوههم يسحبون عليها ،وبعضهم عمي يترددون ،وبعضهم صم بكم لا يعقلون ،وبعضهم يمضغون ألسنتهم فهي مدلاة على صدورهم يسيل القيح من أفواههم لعبا يتقذّرهم أهل الجمع ،وبعضهم مقطعة أيديهم وأرجلهم ،وبعضهم مصلبون على جذوع من النار ،وبعضهم أشد نتنا من الجيف ،وبعضهم ملبسون جلابيب سابغة من القطران لا صقة بجلودهم ،فأما الذين على صورة القردة فالقتّات{[4736]} من الناس .وأما الذين على صورة الخنازير ،فأهل السّحت والحرام والمكس ،وأما المنكسون رؤوسهم ووجوههم فأكلة الربا ،والعمي: من يجور في الحكم ،والصم البكم: الذين يعجبون بأعمالهم ،والذين يمضغون ألسنتهم: فالعلماء والقصّاص الذين يخالف قولهم فعلهم ،والمقطعة أيديهم وأرجلهم: فالذين يؤذون الجيران ،والمصلبون على جذوع النار: فالسعاة بالناس إلى السلطان .والذين هم أشد نتنا من الجيف فالذين يتمتعون بالشهوات واللذات ويمنعون حق الله من أموالهم .والذين يلبسون الجلاليب: فأهل الكبر والفخر والخيلاء ".