قوله:{رضوا بأن يكونوا مع الخوالف}{الخوالف} ،جمع خالفة .والهاء للمبالغة .والخالفة هي القاعدة في الدار من النساء .وهو المتخلف عن القوم في الغزو ،والفاسد من الناس ،والذي لا يخر فيه{[1866]} .والمراد بالخوالف في الآية ،النساء والصبيان وأصحاب الأعذار من الرجال .لقد رضي هؤلاء الجبناء الخائرون الرعاديد لأنفسهم أن يكونوا في زمرة النساء وغيرهن من العجزة كالصبيان والعميان والمسنين والمرضى .وفي ذلك من التوبيخ اللاذع بحقهم ما لا يخفى .
قوله:{وطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون} أي ختم الله على قلوب هؤلاء المنافقين من أجل نكولهم عن الجهاد وإيثارهم الدعة والاسترخاء مع العجزة والنساء ؛فهم بذلك لا يفهمون ما فيه صلاحهم وما يضرهم ؛بل إنهم فاسدون سفهاء .