المفردات:
وطبع على قلوبهم: أي: ختم عليها بطابع ،والمقصود: أنها لما لم تقبل هدى الله .
87 –{رضوا بأن يكونوا مع الخوالف ...} الآية .
أي: قنعوا وقبلوا أن تنحط أقدارهم ،وأن يبقوا في المدينة مع النساء والأطفال والمرضى والزمنى والعجائز ،وكل من لا قدرة له ولا حيلة .
ولا يرضى بذلك إلا من هانت كرامته ،وألف الذل والصغار .
{وطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون} .
لقد مردوا على النفاق وتعودوا عليه ؛فسلب منهم نور الهداية والإيمان ،فصارت قلوبهم راسخة في الكفر ،مصرة على الفسوق والعصيان ،حتى كأنها قد ختم عليها ،فأصبحوا لا يفقهون ما في الجهاد من الفوز والسعادة وما في التخلف عن الجهاد من الشقاء والهلاك .
من أحكام الآيات
تتضمن الآيات اتخاذ مواقف حاسمة من المنافقين ،بعد أن أمهلوا لمدة طويلة وعوملوا في الظاهر معاملة حسنة ،ويتلخص ذلك فيما يأتي:
1 – إسقاط اعتبارهم ؛لأن الصلاة على الميت ،والقيام على قبره للدعاء له إكرام له واحترام ،والكافر ليس من أهل الاحترام .
2 – في آية سابقة أسقط اعتبارهم في الحياة بعدم السماح لهم بالجهاد مع الرسول صلى الله عليه وسلم ؛عقابا لهم على تخلفهم عن غزوة تبوك وهنا أسقط اعتبارهم بعد الوفاة .
3 – تحريم الصلاة على الكافر ،والوقوف عند قبره للدعاء أو الترحم .
4 – يفهم من الآية من طريق دلالة الخطاب ،مشروعية الوقوف على قبر المسلم إلى أن يدفن ،والدعاء له .
من هدى السنة
ورد في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم على قبور المسلمين ؛ويدعو لهم بالتثبيت .
وجاء في صحيح مسلم ؛أن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال عند موته: إذا دفنتموني ،فسنوا علي التراب سنا ،ثم أقيموا حول قبري قدر ما تنحر الجزور ويقسم لحمها ،حتى أستأنس بكم ،وأنظر ماذا أراجع به رسل ربي .وفي الحديث الصحيح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"من شهد الجنازة حتى يصلي عليها فله قيراط ،ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان ،قيل وما القيراطان .قال: أصغرهما مثل أحد .
وروى أبو داود عن عثمان بن عفان قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من الميت وقف عليه ؛وقال:"استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت فإنه الآن يسأل ".
وجمهور العلماء على أن التكبير في صلاة الجنازة أربع تكبيرات ؛وسنة الإمام أن يقف عند رأس الميت إذا كان رجلا ،وأن يقف عند وسط الميت إذا كان أنثى .