المفردات:
أولوا الطول: أصحاب الغنى والسعة .
ذرنا: اتركنا .
86 –{وإذا أنزلت سورة أن آمنوا بالله وجاهدوا مع رسوله ...}
كانت السورة القرآنية تنزل داعية إلى الإيمان بالله ،وإلى أن يستقر الإيمان في حنايا القلوب ،وأن يرسخ في طوايا النفوس ،فهذا الإيمان هو الأساس المتين لكل ما يترتب عليه .
كما أن السور كانت تدعو للجهاد وتحث عليه ،وتبين ثواب المجاهدين والشهداء ،وعقاب المتخلفين والفارين .
{استئذنك أولوا الطول منهم وقالوا ذرنا نكن مع القاعدين} .
أي: عند نزول السورة الداعية إلى الإيمان والجهاد ؛يجئ هؤلاء المنافقون أصحاب الطول ،أي: ذوو الغنى والثروة ،وأولو المقدرة على الجهاد بالمال والنفس قائلين ؛ائذن لنا يا رسول الله في التخلف عن الجهاد ،واتركنا نقعد مع الذين قعدوا في المدينة ؛لأعذار تخلفوا بسببها .
وقد خص القرآن أولوا الطول بالذكر لفائدتين:
الأولى: أنه كان المتوقع منهم أن يتقدموا صفوف المجاهدين ؛لأنهم يملكون وسائل الجهاد وعدته ؛فهم أصحاب السلامة في البدن ،والوفرة في المال وقد حث القرآن على الجهاد في سبيل الله بالنفس والمال ؛فإذا اعتذر صاحب المقدرة والنعمة ؛كان ذلك أدعى إلى مذمته وتخليد جبنه وبخله .
الثانية: أن من لا مال له ولا قدرة له على السفر ؛لا يحتاج إلى الاستئذان ؛لأنه معذور .