قوله:{وللآخرة خير لك من الأولى} يعني ما أعد الله لك يا محمد من المقام المحمود والخير الممدود والجزاء الموعود ،خير لك مما حوته هذه الدنيا من زينة ومتاع فإن ذلك كله زائل ،والدار الآخرة لهي دار القرار ونعيمها دائم لا ينقطع .ومن أجل ذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم أزهد الناس في الدنيا وأعظمهم لها مجافاة ولما خيّر النبي عليه الصلاة والسلام بين الخلود في الدنيا فلا يموت فيها .وبين صيرورته إلى الله عز وجل ،اختار ما عند الله على هذه الدنيا .وروى الإمام أحمد عن عبد الله بن مسعود قال: اضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصير فأثّر في جنبه فلما استيقظ جعلت أمسح جنبه .وقلت يا رسول الله: ألا آذنتنا حتى نبسط لك على الحصير شيئا ،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ما لي وللدنيا .إنما مثلي ومثل الدنيا كراكب ظل تحت شجرة ثم راح وتركها ".