شرح الكلمات:
{يبخلون}: يمنعون ويضنون .
{يطوقون به}: يجعل طوقا في عنق أحدهم .
المعنى:
أما الآية الثانية ( 180 ) فإن الله تعالى يخبر عن خطإ البخلاء الذين يملكون المال ويبخلون به فيقول: ولا يحسبنَّ أي ولا يظنن الذين يبخلون بما آتاهم الله من المال الذي تفضل الله به عليهم أن بخلهم به خير لأنفسهم كما يظنون بل هو أي البخل شرٌّ لهم ،وذلك لسببين الأول ما يلحقهم في الدنيا من معرة البخل وآثاره السيئة على النفس ،والثاني أن الله تعالى سيعذبهم به بحيث يجعله طوقاً من نار في أعناقهم ،أو بصورة ثعبان فيطوقهم ،ويقول لصاحبه:"أنا مالك أنا كنزك"كما جاء في الحديث .فعلى من يظن هذا الظن الباطل أن يعدل عنه ،ويعلم أن الخير في الإِنفاق لا في البخل .وأن ما يبخل به هو مال الله ،وسيرثه ،ولم يجن البخلاء إلا المعرة في الدنيا والعذاب في الآخرة .قال تعالى:{ولله ميراث السموات والأرض والله بما تعملون خبير} ،فاتقوه فيما آتاكم فآتوا زكاته وتطوعوا بالفضل فإن ذلك خير لكم ،والله يعلم وأنتم لا تعلمون .
الهداية
من الهداية:
- البخل بالمال شر لصاحبه ،وليس بخير له كما يظن البخلاء .
- من أوتي مالاً ومنع حق الله فيه عذب به يوم القيامة دلت على ذلك هذه الآية وآية التوبة وحديث البخارى:"من آتاه الله مالا فلم يؤد زكاته مثل له شجاعاً أقرع له زبيبتان يطوقه يوم القيامة فيأخذ بلهزمتيه - أى شدقيه - يقول أنا مالك أنا كنزك ،ثم تلا الآية{ولا يحسبن الذين ...} الآية".