شرح الكلمات:
{عذب فرات}: أي شديد العذوبة .
{وهذا ملح أجاج}: أي شديد الملوحة .
{ومن كل تأكلون}: أي ومن كل منهما .
{لحماً طريا}: أي السمك .
{حلية تلبسونها}: أي اللؤلؤ والمرجان .
{مواخر}: أي تمخر الماء وتشقه عند جريانها في البحر .
{لتبتغوا من فضله}: أي لتطلبوا الرزق بالتجارة من فضل الله تعالى .
{ولعلكم تشكرون}: أي رجاء أن تشكروا الله تعالى على ما رزقكم .
المعنى:
ما زال السياق الكريم في ذكر مظاهر قدرة الله وعلمه وحكمة تدبيره لخلقه وهي مظاهر موجبة لله العبادة وحده دون غيره ،ومقتضيه للبعث الذي أنكره المشركون قال تعالى{وما يستوي البحران} أي لا يتعادلان .{هذا عذب فرات سائغ شرابه} أي ماؤه عذب شديد العذوبة{وهذا ملح أجاج} أي ماؤه شديد الملوحة لمرارته مع ملوحته ،فهل يستوي الحق والباطل هل تستوي عبادة الأصنام مع عبادة الرحمن ؟والجواب لا .وقوله:{ومن كل تأكلون} أي ومن كل من البحرين العذب والملح تأكلون لحماً طرياً وهو السمك{وتستخرجون حلية تلبسونها} أي اللؤلؤ والمرجان .
وهي حلية يتحلى بها النساء للرجال ،وقوله{وترى الفلك فيه مواخر} أي وترى أيها السامع لهذا الخطاب{الفلك} أي السفن مواخر في البحر تمخر عباب البحر وتشق ماءه غادية رائحة تحمل الرجال والأموال ،سخرها وسخر البحر{لتبتغوا من فضله} أي الرزق بالتجارة ،{ولعلكم تشكرون} أي سخر لكم البحر لتبتغوا من فضله ورجاء أَن تشكروا .لم يقل لتشكروا كما قال لتبتغوا لأن الابتغاء حاصل من كل راكب ،وأما الشكر فليس كذلك بل من الناس من يشكر ومنهم من لا يشكر ،ولذا جاء بأداة الرجاء وهي لعل وقوله{يولج الليل في النهار} .