شرح الكلمات:
{لا إله إلا هو}: أي لا معبود بحق إلا الله .
{النبي الأمي}: المنبئ عن الله والمنبأ من قبل الله تعالى ،والأمي الذي لم يقرأ ولم يكتب .نسبة إلى الأم كأنه ما زال لم يفارق أمه فلم يتعلم بعد .
{يؤمن بالله وكلماته}: الذي يؤمن بالله ربا وإلهاً ،وبكلماته التشريعية والكونية القدرية .
{تهتدون}: ترشدون إلى طريق كمالكم وسعادتكم في الحياتين .
المعنى:
بعد الإِشادة بالنبي الأمي وبأمته ،وقصر الفلاح في الدارين على الذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه قد يظن ظان أن هذا النبي شأنه شأن سائر الأنبياء قبله هو نبي قومه خاصة وما ذكر من الكمال لا يتعدى قومه فرفع هذا الوهم بهذه الآية ( 158 ) حيث أمر الله تعالى رسوله أن يعلن عن عموم رسالته بما لا مجال للشك فيه فقال{قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً} وقوله{الذي له ملك السموات والأرض} وصف لله تعالى وقوله{لا إله إلا هو} تقرير لألوهية الله تعالى بعد ذكر قدرته وسلطانه وملكه وتدبيره لذا وجب أن لا يكون معبود إلا هو وهو كذلك إذ كل معبود غيره هو معبود عن جهل وعناد وظلم .وقوله{فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي} أمر الإِله الحق إلى الناس كافة بالإِيمان به تعالى رباً وإلهاً ،وبرسوله النبي الأمي نبياً ورسولاً ،وقوله{الذي يؤمن بالله وكلماته} صفة للنبي الأمي إذ من صفات النبي الأمي محمد صلى الله عليه وسلم أنه يؤمن بالله حق الإِيمان وأوفاه ويؤمن بكلماته أي بكلمات الرب التشريعية وهي آيات القرآن الكريم ،والكونية التي يُكوَّن الله بها ما شاء من الأكوان إذ بها يقول للشيء كن فيكون كما قال لعيسى بتلك الكلمة كن فكان عيسى عليه السلام وقوله{واتبعوه لعلكم تهتدون} هذا أمر الله إلى الناس كافة بعد الأمر بالإِيمان به وبرسوله النبي الأمي أمر باتباع نبيه محمد صلى الله عليه وسلم رجاء هداية من يتبعه فيما جاء به فيهتدي إلى سبيل الفوز في الدارين هذا ما تضمنته الآية الأولى ( 158 ) .
الهداية
من الهداية:
- عموم رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم لكافة الناس عربهم وعجمهم أبيضهم وأصفرهم .
- هداية الإِنسان فرداً أو جماعة أو أمة إلى الكمال والإِسعاد متوقفة على اتباع النبي محمد صلى الله عليه وسلم .