{ قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السماوات والأرض لا إله إلا هو يحي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون ( 158 )} .
{ قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا} أي كافة{ الذي له ملك السماوات والأرض لا إله إلا هو يحي ويميت} نعوت للفظ الجلالة ،أي الذي أرسلني هو خالق كل شيء وربه ومليكه الذي بيده الملك والإحياء والإماتة .والآية نص في عموم بعثته للأحمر والأسود ،والعربي والعجمي .وفي الحديث: "أعطيت خمسا لم يعطهن نبي قبلي- ولا أقولهن فخرا- بعثت إلى الناس كافة ،الأحمر والأسود ؛ ونصرت بالرعب مسيرة شهر ؛ وأحلت لي الغنائم ،ولم تحل لأحد قبلي ؛ وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا ،وأعطيت الشفاعة ،فأخرتها لأمتي ،فهي لمن لا يشرك بالله شيئا ".رواه الإمام أحمد{[4222]} عن ابن عباس / مرفوعا ،ورواه{[4223]}أيضا عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال:قال رسول صلى الله عليه وسلم: "لقد أعطيت الليلة خمسا ما أعطيهن أحد قبلي .أما أنا فأرسلت إلى الناس كلهم عامة ،وكان من قبلي إنما يرسل إلى قومه ؛ ونصرت على العدو بالرعب ،ولو كان بيني وبينهم مسيرة شهر لملىء منه رعبا ؛ وأحلت لي الغنائم ،آكلها ؛ وكان من قبلي يعظمون أكلها ،كانوا يحرقونها ؛ وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا ،أينما أدركتني الصلاة تمسحت وصليت وكان من قبلي يعظمون ذلك ،إنما كانوا يصلون في بيعهم وكنائسهم ؛ والخامسة هي ما هي! قيل لي:سل ،فإن كل نبي قد سأل ،فأخرت مسألتي إلى يوم القيامة ،فهي لكم ،ولمن يشهد أن لا إله إلا الله ".
قال الحافظ ابن كثير:إسنادهما جيد قوي .
وروى الإمام أحمد بمعناه عن ابن عمر وأبي موسى ،وهو ثابت في ( الصحيحين ){[4224]} عن جابر .
وأخرج مسلم{[4225]} عن أبي موسى قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده! لا يسمع بي رجل من هذه الأمة ،يهوديّ ولا نصرانيّ ،ثم لا يؤمن بي إلا دخل النار ".{ فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي} أي الذي نبئ ما يرشد الخلائق كلهم ،مع كونه أميا .وفي نعته بذلك زيادة تقرير أمره وتحقيق أنه المكتوب في الكتابين{ الذي يؤمن بالله وكلماته} أي ما أنزل عليه وعلى من تقدمه من الرسل من كتبه ووحيه{ واتبعوه لعلكم تهتدون} .