شرح الكلمات:
{المنافقون}: أي الذين يظهرون للمؤمنين الإِيمان بألسنتهم ويسترون الكفر في قلوبهم .
{بعضهم من بعض}: أي متشابهون في اعتقادهم وقولهم وعملهم فأمرهم واحد .
{بالمنكر}: أي ما ينكره الشرع لضرره أو قبحه وهو الكفر بالله ورسوله .
{عن المعروف}: أي ما عرفه الشرع نافعاً فأمر به من الإِيمان والعمل الصالح .
{يقبضون أيديهم}: أي يمسكونها عن الإِنفاق في سبيل الله .
{نسوا الله فنسيهم}: أي تركوا الله فلم يؤمنوا به وبرسوله فتركهم وحرمهم من توفيقه وهدايته .
المعنى:
ما زال السياق في هتك أستار المنافقين وبيان فضائحهم لعلهم يتوبون .قال تعالى{المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض} أي كأبعاض الشيء الواحد وذلك لأن أمرهم واحد لا يختلف بعضهم عن بعض في المعتقد والقول العمل بيّن تعالى حالهم بقوله{يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف} وهذا دليل على انتكاسهم وفساد قلوبهم وعقولهم ،إذ هذا عكس ما يأمر به العقلاء ،والمراد من المنكر الذي يأمرون به هو الكفر والعصيان ،والمعروف الذي ينهون عنه هو الإِيمان بالله ورسوله وطاعتهما .وقوله تعالى{ويقبضون أيديهم} كناية عن الإِمساك وعدم البذل في الإِنفاق في سبيل الله .وقوله{نسوا الله} فلم يؤمنوا به ولم يؤمنوا برسوله ولم يطيعوا الله ورسوله{فنسيهم} الله بأن تركهم محرومين من كل هداية ورحمة ولطف .وقوله{إن المنافقين هم الفاسقون} تقرير لمعنى{نسوا الله فنسيهم} ،إذ كفرهم بالله وبرسوله هو الذي حرمهم هداية الله تعالى ففسقوا سائر أنواع الفسق فكانوا هم الفاسقين الجديرين بهذا الوصف وهو الفسق والتوغل فيه .
الهداية
من الهداية:
- إن المنافقين لما كان مرضهم واحد وهو الكفر الباطني كان سلوكهم متشابها .
- الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف علامة النفاق وظاهرة الكفر وانتكاس الفطرة .