ديني هو الإسلام لله ،ودينكم دين الشرك به .
إن المسألة الحاسمة هي أن هناك عبادتين تختلفان في طبيعتهما وفي منطلقاتهما ،وفي حركتهما في الواقع الإنساني ،وأن هناك دينين يختلفان في قاعدتهما ،وفي شريعتهما ،وفي طريقة العبادة فيهما ،وفي مضمون الألوهية عندهما ،وفي نظامهما الأخلاقي ،وقد أخذتم بدين الشرك وارتضيتموه عن قناعةٍ أو عن تقليدٍ ،أو عن طمع واستكبار ،أمّا أنا ،فقد أخذت بدين التوحيد الذي هو دين الإسلام من موقع القناعة اليقينية والإيمان الحاسم .ولتكن الكلمة الأخيرة هي الكلمة الفاصلة التي تمنع اللقاء إلا على أساس وحدة الدين والانتماء .
{لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} فإذا كنتم لا تريدون الالتزام بديني ،فابتعدوا عني ؛لأني لن أترك ديني الذي أخلصت به لله في كل ما يريده ويرضاه .وعلى المعنى الثاني ،وهو إرادة الجزاء من كلمة الدين ،فيكون المراد ،لكم جزاؤكم على عبادتكم ،وهو النار ،ولي جزائي على عبادتي وهو الجنة .