وقوله تعالى:{ لكم دينكم} تقرير لقوله تعالى:{ لا أعبد ما تعبدون} ،وقوله تعالى:{ ولا أنا عابد ما عبدتم} ،كما أن قوله تعالى:{ ولي دين} تقرير لقوله تعالى:{ ولا أنتم عابدون ما أعبد} ،والمعنى أن دينكم الذي هو الإشراك مقصور على الحصول لكم لا يتجاوز إلى الحصول لي أيضا كما تطمعون فيه ،فإن ذلك من المحالات ،وأن ديني الذي هو التوحيد مقصور على الحصول لي لا يتجاوزه إلى الحصول لكم ،فلا مشاركة بينه وبين ما أنتم عليه .
تنبيه:
قال ابن كثير:استدل الإمام الشافعي وغيره بهذه الآية الكريمة{ لكم دينكم ولي ديني} على أن الكفر كله ملة واحدة ،فورث اليهود من النصارى ،وبالعكس إذا كان بينهما نسب أو سبب يتوارث به ؛ لأن الأديان ما عدا الإسلام كلها كالشيء الواحد في البطلان ،وذهب أحمد بن حنبل ومن وافقه إلى عدم توريث النصارى من اليهود ،وبالعكس لحديث عمرو بن شعيب ،عن أبيه ،عن جده قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم{[7568]}:"لا يتوارث أهل ملتين شتى ".