وربما اعتبر هؤلاء ،أن هذا الإنذار ليس جدّياً ،أو أنهم لم يثقوا بالموقع الذي يمثله صالح عند الله ،فلم يكترثوا لذلك ،وأصرّوا على ما عزموا عليه ،فجاء العذاب:{فَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحاً وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا} لأن الله كتب على نفسه الرحمة بمن آمن به وعمل في سبيله ،{وَمِنْ خِزْىِ يَوْمِئِذٍ}بما يمثّله العذاب من عار وخزي عندما ينزله الله على أحد من عباده ،كنتيجة لغضبه ،{إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِىُّ الْعَزِيزُ} الذي إذا أراد شيئاً فعله ،ولا قوّة لأحد في الوقوف أمامه في ما يريد وفي ما يفعل ،فليس لأحد إلا الخضوع أمام العزّة القوية القادرة القاهرة المهيمنة على الأمر كله .