{إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ} لأنهم يملكون مواقفهم من حيث يملكون إيمانهم ،ويسيطرون على أنفسهم من حيث يسيطرون على نوازعهم وشهواتهم ،لأن من ملك نفسه ملك شهوته ،ومن ملك شهوته فلا مجال لأيّ سلطان للشيطان عليه ،لأن الشيطان لا يأتي الإنسان إلا من خلال نقاط الضعف التي تفتحها شهواته ونوازعه ،ولهذا فإنك لا تملك أي سلطان على السائرين في هذا الاتجاه ،{إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ} الذين عاشوا الحياة في أجواء اللامبالاة في خط العقيدة ،وساحة العمل ،فضلّوا الطريق إلى الحق ،والتقوا بك في أجواء الضلال ،فاتبعوك في ما سوّلت لهم من معاصٍ ،واستسلموا إليك في ما زينت لهم من وجه الباطل