وقوله:( إن عبادي ليس لك عليهم سلطان ) أي:الذين قدرت لهم الهداية ، فلا سبيل لك عليهم ، ولا وصول لك إليهم ، ( إلا من اتبعك من الغاوين ) استثناء منقطع .
وقد أورد ابن جرير هاهنا من حديث عبد الله بن المبارك ، عن عبد الله بن موهب حدثنا يزيد بن قسيط قال:كانت الأنبياء يكون لهم مساجد خارجة من قراهم ، فإذا أراد النبي أن يستنبئ ربه عن شيء ، خرج إلى مسجده فصلى ما كتب الله له ، ثم سأل ما بدا له ، فبينا نبي في مسجده إذ جاء عدو الله - يعني -:إبليس حتى جلس بينه وبين القبلة ، فقال النبي:أعوذ بالله من الشيطان الرجيم . [ فقال عدو الله:أرأيت الذي تعوذ منه ؟ فهو هو . فقال النبي:أعوذ بالله من الشيطان الرجيم] قال:فردد ذلك ثلاث مرات ، فقال عدو الله:أخبرني بأي شيء تنجو مني ؟ فقال النبي:بل أخبرني بأي شيء تغلب ابن آدم مرتين ؟ فأخذ كل [ واحد] منهما على صاحبه ، فقال النبي:إن الله تعالى يقول:( إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين ) قال عدو الله:قد سمعت هذا قبل أن تولد . قال النبي:ويقول الله:( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم ) [ الأعراف:200] وإني والله ما أحسست بك قط إلا استعذت بالله منك . قال عدو الله:صدقت ، بهذا تنجو مني . فقال النبي:"أخبرني بأي شيء تغلب ابن آدم "؟ قال:آخذه عند الغضب والهوى