إطلاق{ الغاوين} من باب إطلاق اسم الفاعل على الحصول في المستقبل بالقرينة لأنه لو كان غاوياً بالفعل لم يكن لسلطان الشيطان عليه فائدة .وقد دلّ على هذا المعنى تعلّق نفي السلطان بجميع العباد ،ثم استثناء من كان غاوياً .
فلما كان سلطان الشيطان لا يتسلط إلا على من كان غاوياً علمنا أن ثمّة وصفاً بالغواية هو مهيَىءُ تسلطِ سلطان الشيطان على موصوفه .وذلك هو الموصوف بالغواية بالقوة لا بالفعل ،أي بالاستعداد للغواية لا بوقوعها .
فالإضافة في قوله تعالى:{ عبادي} للعموم كما هو شأن الجمع المعرّف بالإضافة ،والاستثناء حقيقي ولا حَيرة في ذلك .