{أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ} ،فإن اختيار الإنسان لأيّ موقف تجاه مسألة معينة يغلق قلبه وسمعه وبصره عن رؤية الجانب الآخر من المسألة ،حتى بمستوى الاحتمال الوجداني ،فيتعصب الإنسان لموقفه ،فلا يسمح لأيّ شيء آخر أن يقترب من قناعاته ،وبذلك يكون هو من أغلق قلبه وسمعه وبصره ،بالتزامه السبب الذي أدّى إلى ذلك ..أمّا نسبته إلى الله ،فلأن الله هو الذي جعل السببيّة بين المقدمات والنتائج ،وإن كانت المقدمات بيد الإنسان ،{وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} ،الذين استغرقتهم أجواء الكفر ،فغفلوا عن أجواء الإيمان ،وعن النتائج السلبية التي تحكم موقفهم في الحاضر والمستقبل .