{اسْتَحَبُّواْ}: آثروا وقدموا .
{ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّواْ الْحَيَاةَ الْدُّنْيَا عَلَى الآخرةِ} ،فاستسلموا لإغراءات الكفر وامتيازاته وشهواته ،لما اعتبروا في ذلك من مظهر للسعادة الذاتية ،ولم يفكروا بالآخرة ،كوجهٍ من وجوه النشاط الإنساني الخيّر في الدنيا ،وكمصيرٍ في ساحة النتائج العملية في الآخرة ؛لأن قيمة الآخرة أنها تعطي الدنيا معناها ،فتحول أعمال الدنيا إلى أعمال للآخرة ،كما تتدخل في تحديد المصير السعيد أو الشقي في الدار الآخرة .وبذلك كانت الحياة الآخرة هي الهدف الذي يريد الله للناس أن يسعوا إليه في حياتهم الدنيا ،لما تمثله في خط السير من قيمٍ ومبادىء وأعمال ،ولا يريدهم أن يستغرقوا في الدنيا ،بما تمثله من لحظاتٍ فانيةٍ وشهوات زائلة ونتائج واهية .{وَأَنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} بل يتركهم لضلالهم الذي اختاروه لأنفسهم بعد أن أقام عليهم الحجة ،حيث لا مجال لأيّ عذر ،من قريب أو من بعيد