{وَحَاقَ بِهِم}: أحاط بهم .
{كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ} من الأمم السالفة{وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ} بما أنزله عليهم من العذاب في الدنيا ،وما ينتظرهم منه في الآخرة ،لأن الله لا يحتاج إلى ظلم أحدٍ ،فهو القوي الذي لا حدّ لقوته في كل شيءٍ{وَلكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} فقد أقدموا على الكفر ،بعد أن قامت عليهم الحجة على الإيمان ،ومارسوا المعصية بعد أن عرّفهم الله المصير الأسود الذي ينتظرهم من خلالها ،وكانوا يملكون القدرة على الاستقامة في خط الإيمان وخط الطاعة ،فانحرفوا من موقع إرادةٍ واختيار ،لا من موقع ضغطٍ وقهر ،{فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُواْ} في ما تلتقي به المقدّمات بالنتائج{وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} من العذاب الذي كان ينذرهم به الأنبياء ،وكانوا يواجهونه بالسخرية والاستهزاء ،فحلّ بهم ما كانوا به يستهزئون .