{إِنَّ الْمُبَذرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّياطِين} لأنهم يلتقون بهم في الأساس الذي يرتكز عليه سلوكهم من اتباع الهوى ورفض العقل ،في ما يحركونه من طاقاتهم ،وما يخضعون له من شهواتهم ،الأمر الذي يبعدهم عن الله ،بابتعادهم عن خط الإيمان به وبتوحيده والاعتراف برسله ورسالاته ،وهذا ما يريدهم الشيطان أن يثيروه كخطٍ شاملٍ لكل جوانب الحياة عندهم .{وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً} فهو يتحرك في مسار التمرد على الله ،وجحود نعمه ،والانحراف بالإنسان عن خط الالتزام العملي بطاعة الله ...وهكذا يريد الله أن يوحي بأن الانحراف العملي في أيّ موردٍ من الموارد حتَّى المالية ،يمثل انحرافاً عن خط الإيمان ،وليس مجرد حالةٍ جزئيةٍ ٍطارئةٍ ،فهناك في السلوك العملي خطان: خط الله ،وخط الشيطان ،فإذا ابتعد عن خط الله ،ارتبط بخط الشيطان ،الأمر الذي يفرض على الإنسان المؤمن التدقيق في خطواته العملية ،ليعرف إلى أيّ الخطين تنتمي من خلال المدلول الإيماني للعمل ،وما يتضمنه من نقاط القوة والضعف .