{زُخْرُفٍ}: زينة .
{تَرْقَى}: تصعد .
{أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ} أي من ذهب ،تصنعه بقدرتك النبوية التي تزعمها لنفسك ،فيكون ذلك شكلاً من أشكال الإعجاز عندما يتحول بيتك هذا ،أو أيّ مكان تسكنه إلى بيت من ذهب ،{أَوْ تَرْقَى في السَّمَآءِ} فننظر إليك وأنت تعرج إليها ...{وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَأهُ} حتى لا تسحرنا بطريقة معينة ،فتوحي إلينا بذلك من دون حقيقة .أما إذا جئتنا بالكتاب ولمسناه بأيدينا ،وقرأناه بأعيننا ،فإن ذلك قد يكون دليلاً على أننا نواجه حقيقة مادية ،لا حالة تخييلية من فعل ساحر يسحر الأعين .
هذه هي الاقتراحات ،فاختر واحدةً منها لنؤمن بك ،وبأنك رسول الله من خلال ما تقدمه لنا من الإعجاز .
الواقعية في الخصوصية البشرية
ولكن الله يعلّم رسوله بأن هذه الأمور لا تقع في نطاق قدرته ،لأنه بشر لا يملك أن يقوم بأيّ عملٍ خارقٍ للعادة من خلال قدراته الذاتية ،فهو مجرد رسول يُوحَى إليه ليبلِّغ الناس ما يريد الله له أن يبلِّغه في وحيه ،وليس من شأن الرسالة أن تغير الكون في نظامه الكوني ،بل إن دورها أن تغيّره في نظامه الإنساني العملي ...ولذلك ،فلا مجال لأيّ شيءٍ مما تقترحونه{قُلْ سُبْحَلنَ رَبّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَرًا رَّسُولاً} وليس عليّ إلا أن أبلغكم رسالات ربي ،وأفتح عقولكم من خلال الحوار الذي يقودكم إلى الحجة على صدق الرسالة .