بين الاستغراق في اللحظة واستيعاب المستقبل
{قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعيَ صَبْراً} لأن تعاملي مع الأشياء يختلف عن تعاملك وتعامل الآخرين معها ،لأني أنظر إلى أبعاد القضايا في العمق على مستوى حركة الزمن في المستقبل ،بينما تنظرون إليها من خلال اللحظة الزمنية الحاضرة ،والسطح الظاهر منها .وبهذا كانت نظرتي إلى الأمور من خلال نهاياتها ،أما نظرتكم إليها ،فمن خلال بداياتها .وهذا هو سرّ المسافة بين النظرة الشاملة الكلية للحياة ،وبين النظرة المحدودة الجزئية لها من خلال ما تمثله المسافة بين البداية والنهاية .ولهذا فمن الصعب أن يصبر الفريق الذي ينظر إلى القضايا من مسافةٍ قريبةٍ على الفريق الذي ينظر إليها من مسافة بعيدة .