{خُبْراً}َ: معرفة .
{وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً} مما قد ترى فيه انحرافاً عن الموازين ،التي تزن بها الأمور على أساس ما تراه قاعدةً للشرعية أو ما تتصوره منسجماً مع طبيعة الواقع الذي تخضع في تقييمك له لرؤية معينة ،الأمر الذي يجعلك تنتفض وتحتج وتستثير فضولك لتطرح السؤال تلو الآخر لتتعرف على طبيعة المسألة ،أو لتسجل عليها نقطة احتجاج .وهذا أمرٌ لا غرابة فيه ،لأن الإنسان الذي رُكِّب تكوينه على أساس غريزة الفضول ،في ما أراده الله من إثارة قلق المعرفة في ذاته كسبيلٍ من سبل الحصول عليها ،أو الذي يملك قاعدةً معينةً للتفكير قد تختلف عن غيره ،لا بد له من أن يعبِّر عن موقفه بطريقةٍ متوتّرةٍ لا تملك الصبر على ما يواجهه من علامات الاستفهام ،أو على ما يراه من مظاهر الانحراف ...ولكن موسى( ع ) يصرّ على الحصول على شرف مرافقته ،لأن الله يريد له ذلك ،فهو مأمور باتباعه .