{إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً} لأنهم يعرفون بعمق وجودهم أنهم مخلوقون له ،ومحتاجون إليه من دون فرق بين مخلوق ومخلوق ،فمهما ارتفعت درجات بعضهم عن بعض ،فإنها لا ترتفع عن درجة العبودية لله ،لأن امتيازاتهم الذاتية تتحرك في دائرة العبودية والحاجة إليه في طبيعة الوجود والاستمرار .ولعل المراد بإتيان كل هؤلاء للرحمن ،في مواقع العبودية ،هو انقيادهم في وجودهم وفي إطاعتهم لله على أساس الإحساس بالعبودية والاعتراف بها بين يديه .