ولما كانت هذه الحالة التي يمارس فيها المسلمون القتال في المسجد الحرام دفاعاً عن أنفسهم ،استثناءً ،فلا بُدَّ من أن تقدّر بقدرها ،وذلك في مجال عدوانهم على المسلمين .] فَإِنِ انتَهَوْاْ[ وكفوا عن القتال في هذا المكان المقدس ،فيجب أن يتوقف القتال عند ذلك لزوال السبب الذي أباحه في هذا المكان الحرام .ويمكن أن يكون التعليل بقوله:] فَإِنَّ اللّه غَفُورٌ رَّحِيمٌ[ على أساس وضع السبب موضع المسبب إعطاء لعلّة الحكمكما في تفسير الميزانفإنَّ غفران اللّه ورحمته هما الأساس في جواز أي عمل يريده اللّه في أي شأن من شؤون الحياة ،أي يجوز لكم الامتناع عن قتالهم ،لأنه لا يبقى بعد ذلك أي سبب له ،فكان اللّه يغفر لكم ويرحمكم بالكف عنهم واللّه العالم .وربما فسّر قوله:] فَإِنِ انتَهَوْاْ[ بالانتهاء عن الكفر بالتوبة منه ،فيكون قوله:] فَإِنَّ اللّه غَفُورٌ رَّحِيمٌ[ دالاً على أن اللّه يقبل توبة المشرك ويغفر له ذلك ويرحمه بعده ،ويكون مسلماً ،له ما لهم وعليه ما عليهم .