{فَجَمَعَ كَيْدَهُ}: المراد بكيده هنا: أصحاب كيده ،وهم السحرة .
وهكذا انصرف فرعون لتهيئة السحرة الذين سيواجهون موسى بالتحدّي ،في مشهد عظيم ،يشهد الناس فيها هزيمة موسى ،فيقضي فرعون على أي أمل لدعوته إلى الإيمان بالله ،والكفر بكلّ الآلهة المزيفين من الطغاة الجبابرة أمثاله ؛ويستقيم لفرعون بذلك عرشه وملكه وجبروته من دون خوف من أية حالة اهتزاز من أي فريق كان .
{فَجَمَعَ كَيْدَهُ} بما يتجسّد الكيد من رجال السحر الذين أعدهم للتأثير على المجتمع ،في عرض مهيب للقوة التي يملكها أمام شعبه المسحور بسحرة فرعون الأسطوري الذي لا يستطيع أحد حماية نفسه منه إلا بإرادة السحرة المالكين له .وهكذا كان يكيد للناس من خلالهم ،فهم أدوات كيده وحيله وخدعه أمام الآخرين من شعبه أو من أقرانه أو أعدائه ،وأعدّهم إعداداً هائلاً ،ثم حشد الناس لذلك ،ثم استكمل كل استعداداته للحدث العظيم ،{ثُمَّ أَتَى} وواجه موسى من جديد ،فوقف مع السحرة في موقع ،ثم وقف موسى في موقع آخر .