{فَيُسْحِتَكُم}: يستأصلكم ويهلككم
وبدأت المواجهة ..وبدأ التحدّي ..ولكن موسى لم يبغ استعراض القوة من وراء هذا التحدي بهدف إيقاع الهزيمة بالسحرة كمنافسين ،لحساب الزهو الذاتي بعيداً عن مسألة الرسالة الهادية التي تعمل من أجل التوعية على الإيمان ،لا القهر والغلبة .ولذلك وقف وقفة الرسول الذي ينذر هؤلاء الذين جعلوا من أنفسهم أدوات إضلال للناس لخدمة الطاغية الجبار ،من دون أن يحسبوا حساب النتائج السلبية المستوجبة عذاب الله في الدنيا والآخرة .ولهذا كانت خطة موسى أن يثير الخوف من عذاب الله في أفكارهم ومشاعرهم ،{قَالَ لَهُمْ مُّوسَى وَيْلَكُمْ لاَ تَفْتَرُواْ عَلَى اللَّهِ كَذِباً} في ما تعتقدونه من عقائد باطلة ،وفي ما تنسبونه إلى مخلوقاته من قوى خفية غامضة ،وتتوسلون به من وسائل مزيفة خادعة ،وتتمسكون به من شرائع باطلة كاذبة ،{فَيُسْحِتَكُم} أي يستأصلكم ويهلككهم ،{بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى} لأنه لن ينال الفلاح في الدنيا والآخرة .