{أُتْرِفْتُمْ}: الإتراف: من الترف ،وهو: التوسعة في النعمة .
{لاَ تَرْكُضُواْ} ولا تبتعدوا عن مواقعكم ،{وَارْجِعُواْ إِلَى مَآ أُتْرِفْتُمْ فِيهِ} من أسباب الترف ،حيث أعطاكم الله من نعمه المثيرة ما لم تشكروه عليها ،ولم تتوازنوا في إدارتها ،ولم تتحملوا مسؤوليتكم في تحريكها لمصلحة الناس من حولكم ممن كلفكم الله إعانتهم ورعايتهم بما يحتاجون إليه منها ؛فعودوا إلى ذلك ،{وَمَسَاكِنِكُمْ} التي اتخذتموها مواقع للظلم والاستكبار ،{لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ} من جديد ،عن هؤلاء الفقراء والمساكين الذين كنتم تطردونهم عندما يلجأون إليكم ،وتستكبرون عليهم عندما يرفعون إليكم حوائجهم .إنها العقلية الاستعلائية التي تريد أن تتألّه أمام المستضعفين من عباد الله من خلال ما كنتم تعيشونه من أفكار ومشاعر وامتيازات ،ولكن أين هي الآن ؟هل تجدونها إذا بحثتم عنها في كل هذه المواقع التي كنتم فيها ؟هل تحاولون الرجوع إليها ؟ألا تزالون في هذا التفكير المريض الذي يتحرك من مواقع العظمة الفارغة المتحرك من حالة الانتفاخ الذاتي التي تحيطكم بمظاهر القوة ،وأوهام الخيال ؟وهكذا يخاطبهم الله بالأسلوب الذي يسخر به منهم .