جزاء المحسنين ..والظالمين
{وَمَن يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِّن دُونِهِ} من الناس الذين يعيشون بعض ملامح الانتفاخ في الشخصية من خلال استغراقهم في ذواتهم ،أو من خلال استغراق الناس في شخصياتهم ،وتضخيمهم لأدوارهم وإمكاناتهم ،ما يجعل الذات تتعاظم في إحساسها الداخلي ،فتنسى عبوديتها لله ،وتعيش مشاعر التألُّه المرضي في مواقع عقدة الضعف الكامنة في داخل الذات ،إن على هؤلاء الذين يضعون أنفسهم في هذا الموقع أن يعرفوا جيداً خطورة مثل هذا القول على صعيد مصيرهم في الآخرة ،فإنهم إذا كانوا يعيشون بعض الامتيازات الذاتية والاجتماعية في حياتهم الآن ،فإن ذلك لن ينفعهم شيئاً ،وسيزول عنهم بكل مظاهره ،وسيتركهم كل هؤلاء الذين يغرونهم بأنفسهم ،وسيواجهون الموقف وحدهم ،بكل ما يحمل ذلك من مظاهر الضعف وعناصره ؛وسيعرفون جيداً أن الله قد قال ،بمعنى الإرادة الحاسمة التي لا تنفصل عن المراد ،أن الذي يدّعي الالوهية من دوني{فَذلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ} التي أعددناها للكافرين والمشركين والمعاندين الذين ظلموا أنفسهم بالكفر والطغيان ،وكانوا الظالمين أمام الله عندما أشركوا به ما لم يأذن به ،{كَذَلِكَ نَجْزِى الظَّالِمِينَ} في خط العدل الإلهي الذي يريد للظالمين أن يواجهوا الجزاء العادل لما ظلموا به ربهم وأنفسهم ،وظلموا به الحياة من حولهم عندما انحرفوا بها عن الصراط المستقيم .